تابع سراب ه
..أمّا الأمر الأوّل، فيرتبط بإعلام كنت قد تقدّمت به حول غياب العجوز الّتي كانت ترافقك في الحديقة العموميّة . أبشّرك أنّنا وجدناها ، وهي الآن في مكان آمن وتحظى برعاية كبيرة وإحاطة جعلتها في صحّة جيّدة وسوف تتفاجأ عندما تراها" فنهض سمير من مكانه قائلا " أحقّ ما تقول ؟ أين هي ؟ وكيف توصّلتم إليها ؟ " . ضحك رئيس المركز وقال " أراك متعلّقا بها كثيرا ، لا تتعجّل سوف تقابلها وهي أيضا تريد أن تراك بفارغ الصّبر، لكن قبل هذا سأطلب منك شيئا وهذا هو الأمر الثّاني الّذي استدعيتك من أجله والّذي أردت أن أتناوله معك وأذكّرك دائما أنّك بمقام أخي الصّغير أو ابني وسلامتك تهمّني . أريدك أن تخبرني عن سبب تغيّرك المفاجئ وابتعادك عن السّوق، فحسب علمي ، كلّ الباعة يحبّونك ويعطفون عليك ولا أظنّهم قد سبّبوا لك قلقا أو فعلوا ما ينفّرك . ثمّ تعيش وأنت لا تعمل؟" تكلّم سمير بكلّ ثقة ورباطة جأش بالرّغم ممّ كان يحسّه في داخله ولم يظهره من خوف ،فقال " سيّدي المحترم قبل كلّ شيء دعني أعلمك أنّي أكنّ لك كلّ الاحترام وأنّي لن أنس جميلك إذ اهتممت بالبحث عن رفيقتي حتّى وجدتموها وطمأنتني عليها. ثانيا، وأنا فعلا أعتبرك في مقام أبي ، بالنّسبة لعملة السّوق فإنّي أطمئنك أنّ كلّ العملة هناك كانوا أصدقائي ولازالوا فأنا إلى اليوم أزورهم وأجالسهم كلّما سنحت لي الفرصة ويمكنك أن تتأكّد ممّا أقول. أمّا عن ابتعادي عن السّوق فقد وجدت أنّي أفتقد الكثير من الأشياء ولم أعش يوما سنّي فلو تلقي نظرة على يديّ فستلاحظ أنّها ليستا يدا شابّ كان يمكن أن يكون طالب علم أو ما يناسب سنّي. ووجودي في الحديقة العموميّةأصبح غير ممكن بعد رحيل رفيقتي الّتي كانت تحميني ومصدر طمأنينتي ، لذلك لجأت لعائلة كان أفرادها يشفقون لحالي ويطلبون منّي دائما السّكن معهم فليس لهم أطفال ويمكنكم التاّكد من ذلك" فردّ عليه مضيّفه " لقد تأكّدنا من مقرّ سكناك ومن العائلة الّتي تؤويك ولكنّي أسأل، هل يطالبانك بأعمال معيّنة؟ أو يشغلانك.... او....؟ " فقاطعه سمير مبتسما " أبدا سيّدي المحترم فهما لا يطالبان بشيء حتّى إنّي صرت أخجل من كرمهم..فليتهم يطلبان منّي ايّ عمل فهكذا على الأقلّ أردّ القليل من جميلهم " عندها قال رئيس المركز " طيب يا سمير ، أنا على ذمّتك متى احتجتني. أمّا بالنّسبة للعجوز فسوف أحدّد لك موعدا لملاقاتها وحينها أعاود استدعاءك. إلى اللّقاء ولا تنسى أبدا أن نتعامل كمقرّبين " ابتسم سمير وودّع مضيّفه مطمئنا إيّاه بأنّه يكنّ له شعورا مميّزا..
رشدي الخميري/ تونس
..أمّا الأمر الأوّل، فيرتبط بإعلام كنت قد تقدّمت به حول غياب العجوز الّتي كانت ترافقك في الحديقة العموميّة . أبشّرك أنّنا وجدناها ، وهي الآن في مكان آمن وتحظى برعاية كبيرة وإحاطة جعلتها في صحّة جيّدة وسوف تتفاجأ عندما تراها" فنهض سمير من مكانه قائلا " أحقّ ما تقول ؟ أين هي ؟ وكيف توصّلتم إليها ؟ " . ضحك رئيس المركز وقال " أراك متعلّقا بها كثيرا ، لا تتعجّل سوف تقابلها وهي أيضا تريد أن تراك بفارغ الصّبر، لكن قبل هذا سأطلب منك شيئا وهذا هو الأمر الثّاني الّذي استدعيتك من أجله والّذي أردت أن أتناوله معك وأذكّرك دائما أنّك بمقام أخي الصّغير أو ابني وسلامتك تهمّني . أريدك أن تخبرني عن سبب تغيّرك المفاجئ وابتعادك عن السّوق، فحسب علمي ، كلّ الباعة يحبّونك ويعطفون عليك ولا أظنّهم قد سبّبوا لك قلقا أو فعلوا ما ينفّرك . ثمّ تعيش وأنت لا تعمل؟" تكلّم سمير بكلّ ثقة ورباطة جأش بالرّغم ممّ كان يحسّه في داخله ولم يظهره من خوف ،فقال " سيّدي المحترم قبل كلّ شيء دعني أعلمك أنّي أكنّ لك كلّ الاحترام وأنّي لن أنس جميلك إذ اهتممت بالبحث عن رفيقتي حتّى وجدتموها وطمأنتني عليها. ثانيا، وأنا فعلا أعتبرك في مقام أبي ، بالنّسبة لعملة السّوق فإنّي أطمئنك أنّ كلّ العملة هناك كانوا أصدقائي ولازالوا فأنا إلى اليوم أزورهم وأجالسهم كلّما سنحت لي الفرصة ويمكنك أن تتأكّد ممّا أقول. أمّا عن ابتعادي عن السّوق فقد وجدت أنّي أفتقد الكثير من الأشياء ولم أعش يوما سنّي فلو تلقي نظرة على يديّ فستلاحظ أنّها ليستا يدا شابّ كان يمكن أن يكون طالب علم أو ما يناسب سنّي. ووجودي في الحديقة العموميّةأصبح غير ممكن بعد رحيل رفيقتي الّتي كانت تحميني ومصدر طمأنينتي ، لذلك لجأت لعائلة كان أفرادها يشفقون لحالي ويطلبون منّي دائما السّكن معهم فليس لهم أطفال ويمكنكم التاّكد من ذلك" فردّ عليه مضيّفه " لقد تأكّدنا من مقرّ سكناك ومن العائلة الّتي تؤويك ولكنّي أسأل، هل يطالبانك بأعمال معيّنة؟ أو يشغلانك.... او....؟ " فقاطعه سمير مبتسما " أبدا سيّدي المحترم فهما لا يطالبان بشيء حتّى إنّي صرت أخجل من كرمهم..فليتهم يطلبان منّي ايّ عمل فهكذا على الأقلّ أردّ القليل من جميلهم " عندها قال رئيس المركز " طيب يا سمير ، أنا على ذمّتك متى احتجتني. أمّا بالنّسبة للعجوز فسوف أحدّد لك موعدا لملاقاتها وحينها أعاود استدعاءك. إلى اللّقاء ولا تنسى أبدا أن نتعامل كمقرّبين " ابتسم سمير وودّع مضيّفه مطمئنا إيّاه بأنّه يكنّ له شعورا مميّزا..
رشدي الخميري/ تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق