ماذا بقي لي
تهاوت الأيامُ و ضاعتْ كل إبتساماتِ
و رحلتْ السنينُ تغدو بألم جرُحاتِ
فسقطتْ الدروبُ مع موسم المطر
بيوم الرحيلِ و طالَتْ شر معاناتِ
فتهجرتُ بزمن الغبار و تهتُ على
المفارقِ . اضربُ وجعي . بآهاتِ
هربتُ . من سيف القتلِ . و رحتُ
أتوقُ في الهروبِ بدموعي لنجاتي
و تركتُ وراء مهربي . روحي و
سري العميق تركتُ أرشيف مذكراتي
فكم من لئيمٍ . سطوا جدار بيتي
وأحرقَ أحرف القصيدة مع صفحاتِ
و بدلَ نهاري بظلام . و جعلَني أن
أغيرَ من طبعي و الكثير من صيفاتِ
فأصبحتُ كالحجر . بلا روح أشردُ
بمخيلتي أتوهُ بين جنون تصرفاتِ
فرحتُ بدمعتي أجولُ أوجاع الغربةِ
تقلبتْ كلَ الأفراحِ . بٱلام صيحاتي
و قد سقطتُ من على ظهر ظلي و
أوقعني ألمِ الجروحِ و نزيفُ الطعناتِ
فكم . رجوتُ إلهي . و طلبت الفرجَ
وكم خضتُ صراع الأوجاعِ بسنواتي
هو السرابُ . كان يردني . بصداهُ
مكسور الخاطر أنا بدعائي و صلواتي
أيا من دعاني لليوم الأحزانِ و غدا
يسرح بغدرهِ . بأشجاري و ورقاتي
كيف يطيبُ لكَ المنامُ و الموتُ
يحملني جرحاً . من بقايا رفاتي
فجلستُ . بأحزاني أكتبُ بدفتري
أوجاع الجروحِ . بأحزن الكلماتِ
و ذهبتُ بمدى القوافي نحو البعيد
و جمعتُ من كل وجعاً ناب الويلاتِ
فأبدعتُ و أبدعت ببوح أحزاني و
رسمتُ جمال حزني . بأشد العباراتِ
قد أغرقني السردُ من سواد الليالي
وغبتُ عن الوعي من كثرة الدمعاتِ
فلم أصحو بعد من فشلي و هزيمتي
مازلتُ أصبُ سكرة الهزيمة بكاساتِ
لا من مكارمٍ قد تعيدُ ما سلبَ مني
و لا من فرجٍ تعيد الروح بلحظاتي
هي الخسارةُ لا غيرها لي قد كتبتْ
قدضاعَ العمرُ مني و إحترقتْ حياتي
و لم تعد لي في الدنيا . معناً و طعم
أنا فقط أجمعُ من حولي جلَ مهاناتِ
أصيحُ بكل لحظةٍ . من وجعي و
لم أنتهي بطول السنين من الفاجعاتِ
الأيامُ . عودتني بدرب الصراخِ أتوهُ
بمواجعي أموتُ حزناً بآه التنهداتِ
لصعاليكِ . سعدُ الأيامِ دامتْ لهم
فلما كان لي زمن الذلِ و الإنكساراتِ
أمدُ بيدي لأحضنَ الغيم لربما أشفي
جرحي مطراً تغسلَ حزني بالقطراتِ
و قد أسهو مع الريح . بين السحاب
عسى أهربُ من كوكب الأرضِ بذاتي
كلماتٍ تسطرني جرحاً فوق الأسطرِ
أدونها فالويلُ للمنحوسِ من الرماتِ
تغتالني السهامُ . و رؤوسَ الرماحُ
وأكادُ أختنقُ من دخان إحتراقَ رفاتِ
تهاوت الأيامُ و إنهارت كل جدراني
و لم أفهم المكسب للغرابِ بوفاتي
ها أنا . أعلنُ لكم سقوطي . فكلو
من لحمي و إشربو دمي بذلَ مناداتي
فإذا سقطت الغزالةُ تكثرُ السكاكينُ
فما نفعُ الحياةِ مع سموم الحشراتِ
ما نفعُ البقاءِ في بئر الأحزانِ إذا
طالتْ بيا . شرَ و ظلمَ . الكائناتِ
فقد أحرقوا تاريخي وسرقوا هويتي
ولم تنجوا من ظلمهم سوى ذكرياتي
أسيرُ بصحراء حلمي أحملُ كالبعيرِ
أثقال الجبالِ و قد تعبت من رحلاتي
فمازلتُ أخوضُ معارك ضارية لأنجو
بنفسي من بين الركام . بإنهياراتِ
مازلتُ أشربُ من كأس المرِ . علقمُ
لا نوم يزور جفني و لا من مسَراتي
أمشي بها في أحلامي و لا تسكنني
راحة البال لا أقدر النهوض بخطواتي
منذ نشأتي في أرض الشرقِ . أموتُ
وجعاً أينما درتُ بوجهي أرى مماتي
مصطفى محمد كبار ....... سوريا
حلب 6/1/2021