الاثنين، 8 فبراير 2021

الشاعر مصطفى محمد كبار يكتب لنا

 




ماذا بقي لي


تهاوت الأيامُ و ضاعتْ كل إبتساماتِ

و رحلتْ  السنينُ  تغدو  بألم جرُحاتِ 


فسقطتْ  الدروبُ  مع  موسم  المطر

بيوم  الرحيلِ  و طالَتْ  شر   معاناتِ


فتهجرتُ  بزمن  الغبار  و  تهتُ  على

المفارقِ   .   اضربُ  وجعي  .  بآهاتِ


هربتُ  .  من  سيف القتلِ  .  و رحتُ

أتوقُ في الهروبِ   بدموعي   لنجاتي


و  تركتُ  وراء  مهربي  .  روحي   و

سري العميق  تركتُ أرشيف مذكراتي


فكم  من  لئيمٍ  .  سطوا  جدار  بيتي

وأحرقَ  أحرف القصيدة مع صفحاتِ


و بدلَ  نهاري  بظلام  . و جعلَني  أن

أغيرَ  من طبعي و الكثير من صيفاتِ


فأصبحتُ  كالحجر  .  بلا روح  أشردُ

بمخيلتي  أتوهُ  بين  جنون  تصرفاتِ 


فرحتُ بدمعتي أجولُ  أوجاع  الغربةِ

تقلبتْ  كلَ الأفراحِ  .  بٱلام  صيحاتي


و قد سقطتُ من على  ظهر  ظلي  و

أوقعني ألمِ الجروحِ و نزيفُ الطعناتِ


فكم . رجوتُ  إلهي .  و طلبت  الفرجَ

وكم خضتُ صراع الأوجاعِ  بسنواتي


هو  السرابُ  .  كان  يردني  .  بصداهُ

مكسور الخاطر أنا بدعائي و صلواتي


أيا من دعاني  لليوم  الأحزانِ  و غدا

يسرح  بغدرهِ  .  بأشجاري و  ورقاتي


كيف   يطيبُ   لكَ  المنامُ   و  الموتُ

يحملني   جرحاً  .   من   بقايا  رفاتي


فجلستُ  .  بأحزاني  أكتبُ   بدفتري

أوجاع   الجروحِ   .   بأحزن  الكلماتِ


و ذهبتُ  بمدى  القوافي  نحو  البعيد

و جمعتُ من كل وجعاً  ناب  الويلاتِ


فأبدعتُ  و أبدعت  ببوح   أحزاني  و

رسمتُ جمال حزني .  بأشد  العباراتِ


قد  أغرقني  السردُ  من  سواد الليالي

وغبتُ عن الوعي  من كثرة  الدمعاتِ


فلم أصحو  بعد من فشلي و هزيمتي

مازلتُ أصبُ  سكرة الهزيمة  بكاساتِ


لا من مكارمٍ قد  تعيدُ  ما سلبَ  مني

و لا من  فرجٍ  تعيد  الروح  بلحظاتي


هي الخسارةُ  لا غيرها  لي قد  كتبتْ

قدضاعَ العمرُ مني و إحترقتْ  حياتي


و لم تعد لي  في الدنيا . معناً و طعم

أنا فقط أجمعُ من حولي  جلَ مهاناتِ


أصيحُ  بكل  لحظةٍ  .  من  وجعي  و

لم أنتهي بطول السنين من الفاجعاتِ


الأيامُ  . عودتني  بدرب الصراخِ  أتوهُ

بمواجعي  أموتُ  حزناً  بآه  التنهداتِ


لصعاليكِ  .  سعدُ  الأيامِ  دامتْ   لهم

فلما كان لي زمن الذلِ  و الإنكساراتِ


أمدُ  بيدي لأحضنَ الغيم  لربما أشفي

جرحي مطراً  تغسلَ حزني  بالقطراتِ


و قد  أسهو مع  الريح . بين  السحاب

عسى أهربُ من كوكب الأرضِ  بذاتي


كلماتٍ  تسطرني جرحاً  فوق الأسطرِ

أدونها  فالويلُ للمنحوسِ  من الرماتِ


تغتالني  السهامُ  .  و  رؤوسَ  الرماحُ

وأكادُ أختنقُ من دخان إحتراقَ رفاتِ


تهاوت  الأيامُ  و إنهارت  كل جدراني

و لم  أفهم  المكسب  للغرابِ   بوفاتي


ها  أنا  . أعلنُ  لكم  سقوطي  .  فكلو

من لحمي و إشربو دمي بذلَ مناداتي


فإذا سقطت  الغزالةُ  تكثرُ  السكاكينُ

فما نفعُ الحياةِ  مع  سموم  الحشراتِ


ما نفعُ  البقاءِ   في  بئر  الأحزانِ   إذا

طالتْ  بيا .  شرَ   و  ظلمَ  .  الكائناتِ


فقد أحرقوا تاريخي وسرقوا  هويتي

ولم تنجوا من ظلمهم  سوى  ذكرياتي


أسيرُ  بصحراء حلمي   أحملُ  كالبعيرِ

أثقال الجبالِ و قد  تعبت من  رحلاتي


فمازلتُ أخوضُ  معارك  ضارية لأنجو

بنفسي  من  بين  الركام   .  بإنهياراتِ


مازلتُ أشربُ من  كأس  المرِ  .  علقمُ

لا نوم  يزور  جفني  و لا من  مسَراتي


أمشي  بها  في  أحلامي  و لا تسكنني

راحة البال  لا أقدر النهوض بخطواتي


منذ نشأتي في  أرض  الشرقِ  . أموتُ

وجعاً  أينما  درتُ بوجهي  أرى  مماتي


مصطفى محمد كبار  .......  سوريا

حلب          6/1/2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشاعر عبدالحميد الباجلاني يكتب لنا

  بالشعر انصح مؤمنا توابا ان النصيحة تفتح الالبابا قصيدة .. افسح لنفسك وافتح الأبوابا واخفض لجنبك لا تردك طلابا افسح لنفسك  وانزع الاعجابا ف...