الاثنين، 23 ديسمبر 2019

الشاعر المبدع د. العلمي الريوش يكتب تينة الشعراء تحيتي

.......        تِينَةُ الشُّعَراءِ

كَكُلَّ مَسَاءْ
أَفْتَحُ شُرْفَةَ قَلْبِي
أُطِلُّ عَلَى النَّاسِ تَمْضِي وَتَأْتِي
 فَتَسْقُطُ مِنِّي قُبَلٌ حَزينَةٌ
عَلَى الرَّصييفِ فِي حَيَاءْ..
هُنَا أُطِلُّ عَلَى شَارِعٍ طَوِيلٍ بِرَأْسِ حَيَّةٍ عَمْيَاءْ..
يَمُرُّ الْحَالِمَونَ
وَالْهَارِبُونَ
وَالْهَائِمُونَ..
يُفَتِّشُونَ عَنْ شَيْءٍ فَقَدْنَاهُ لِلْأَبَدْ..
اِمْرَأَةٌ بَضَّةٌ
تَرُشُّ الْعِطْرَ تَحْتَ إِبْطِهَا؛
تُفَتِّشُ بَيْنَ نَهْدَيْهَا عَنْ بَقَايَا لَيْلةٍ طَائِشَةٍ..
تَتَنهَّدُ..تَتَنَهَّدْ..
وَتَسْأََلُ نَفْسَهَا:
أَفِي صَدْرِي مُعَلَّقَةٌ مَعَانِي هَذِهِ الْحَياةْ؟!
مُسِنًّ
تَقَاعَدَ وَلَمْ يَسْتَرِحْ مِنْ حُرُوبِ الْحَيَاةْ
يَتَّكِئُ جِداراً تَسَاقطَ جُلُّهُ؛ 
يُفَتِّشُ في جَوارِبِهِ الْمَثقُوبَةِ
مِثْلُ أَيَّامِهِ الْأَخيرَةِ..
وَيَسْأَلُ نَفْسَهُ :
أَهَذا كُلُّ مَا جَنيْتُ مِنْكِ أَيَّتُهَا الْحَيَاةْ؟!
سَائِقُ سَيَّارَةِ الْأُجْرَةِ المَسْكُونُ بِعَلامَاتِ المُرُورِ؛
يُفَتِّشُ عَدَّادَ سَيَّارَتِهِ أَيْضاً..
ثُمَّ يَسْأَلُ:
كَمْ مَزَّقَتْنِي الطُّرُقُ أَيَّتُهَا الْحَياةْ؟!
شَابٌّ نَحِيفٌ
جَاءَ مِنْ خَطِيئَةٍ فِي هَذِهِ الْحَيَاةْ؛
منْ دَاخِلِ بِرْمِيلِ قُمَامَةٍ
يُخْرِجُ نِصْفَ جُثَّتِهِ
عَارِياً كَأَوَّلِ خَلْقِ اللهِ
بَيْنَ بَقَايَا الْبَقاَيَا يَتَمَدّدْ..
ثُمَّ يَسْأَلُ حَظَّهُ:
أَهَذَا كُلُّ مَا تَرَكُوهُ لِي أَيَّتُهَا الْحَياةْ؟!
شُرْطِيٌّ
 يَحُومُ حَوْلَ سَيَّارَةٍ مُدَلَّلَةٍ
نَامَتْ فَوْقَ مَمَرِّ الرَّاجِلِينَ؛ 
يَجُسُّهَا بِرِفْقٍ ..
فَتَنْهَقُ وَتَنْهَقْ..
يَبْتَعِدُ ثُمَّ يَرْتَعِدُ وَيَرْتَعِدْ..
وَيَسْأَلُ خَوْفَهُ:
هَلِ الْحَميرُ السَّخِيفَةُ
تُمْسِكُ مِقْوَدَكِ أَيَّتُهَا الْحَيَاةْ!؟

وَأَنَا رُوحٌ بلَا جَسَدْ
لاَ أُشْبِهُ أَحَداً
وَلَا يُشْبِهُنِي هَاهُنَا أَحَدْ..
أَنْظُرُ فِي الْبَعيدِ الْبَعيدِ..
وَقَدْ تَجَلَّى الَّذي قَدْ تَجَلَّى
أََرَانِي تَحْتَ تِينَةٍ نَمَتْ وَحْدَهَا
فِي قَرْيَتِي الْحَالِمَةِ فِي الْخَلَاءْ،
عَاهَدَتِ الْأَرْضَ
وَارْتَفَعَتْ تَحْلُمُ مِثْلِي فِي السَّمَاءْ..
فَتَدَلَّى مِنْهَا الَّذِي قَدْ تَدَلَّى.
هُنَاكَ أَرْقُبُ مِنْكَ يَا شَاعِرَ الماءِ والضِّيَاءْ
 أَرْقُبُ قَصِيدَةً ناعِمَةً هَيْفَاءْ
مِنْها مَلَاكٌ عَلَيَّ أََطَلَّ..
كَتُوَيْجِ وَرْدَةٍ أَزْرَقْ..
أَشُمُّ فِيهَا رَائِحَةَ الْأَرْضِ وَأُمِّي
 وَبَسْمَةَ الْهَوَاءْ..
يَرْكَبُ أََوْراَقَهَا قَلْبِي
كَأَنَّهَا زَوْرَقْ..
أُفَتِّشُ فِيهَا عَنِّي وَأَضْحَكْ..
وَتارَةً أَهْذِي وَأَشْهَقْ..
أَيَّتُهَا التِّينَةُ يَا طَلْعَةَ الشُّعَراءْ
يَابِنْتَ الخَيالِ
وِالسَّحابِ وَالرَّجَاءْ
هَرِمْنَا 
وَمَا زَالَ صَاحِبِي
يَكْتُبُ رِسَائِلَ عِشْقٍ لِعَيْنَيْكِ.. وَيَقْرَأْ:
 أَكُلُّ هَذَا الْبَهَاءْ
فِي مُدُنِ اللَّحْدِ
وَالشَّكِّ وَالْغَباءْ
كُلَّ يَوْمٍ مِنَّا يُسْرَقْ..!!؟
إِِلَى مَتَى..إِلَى مَتَى
سَنَظَلُّ نَبْحَثُ هَا هُنَا
فِي الْوُجُوهِ الهَائِمَةِ فِي الْحَيَاةْ 
عَنْ شَيْءٍ فَقَدْنَاهُ لِلْأَبَدْ!؟

د. العلمي الدريوش
القنيطرة : 21 دجنبر  2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشاعر عبدالحميد الباجلاني يكتب لنا

  بالشعر انصح مؤمنا توابا ان النصيحة تفتح الالبابا قصيدة .. افسح لنفسك وافتح الأبوابا واخفض لجنبك لا تردك طلابا افسح لنفسك  وانزع الاعجابا ف...