**************صَمْتٌ*************
تَلُوذينَ بالصّمْتِ مِثْلَ فَرَاشَهْ
و حَوْلَكِ يَعْلُو الصُّراخُ بِكُلِّ اللّغاتْ
أَصَمْتَكِ أسْمَعُ أمْ صَوْتَكِ
هَذِي الْقصائدُ فَوْقَ جِدارِكِ و الأغنياتْ
تَبُوحُ بِبَعْضِ الْخفايا
و تُخْفي التفاصيلَ و الْجُزْئياتْ
كَبَدْرٍ يُضيءُ زَوايا حديقَهْ
تُظلّلُها شَجَراتْ.
تخافينَ مِمَّ؟
أَمِنّي تَخافينَ أمْ مِنْكِ أنتِ ؟
أتخْشَيْنَ مَوْتًا لَذيذًا بِحِضْني
أمْ أنّكِ تَخْشَيْنَ مَوْتي ؟
أيُرْعِبُكِ الْوَقْتُ يَمْضي بَطيئًا بِدُوني
إذا ما رَحَلْتُ
أمِ الْعَجْزُ يَزْحَفُ نَحْوي بِصَمْتِ ؟
أسيرًا أظلُّ
كَمَا الْعِطْرُ لِلْوَرْدِ دَوْمًا لَدَيْكِ
و كَالْمَاءِ يَهْفُو إلى الأرْضِ بَعْدَ انْبِجاسِهِ مِنْها
لَأهْرُبُ مِنْكِ إلَيْكِ
و حِضْنُكِ مَرْفَئي
لا تَتْرُكيني
كَعُوليسَ في تيهِهِ
و شَدْوُ الْعرائسِ يُغْري بِتَرْكِ سَفيني .
أعِيدي بِبَسْمَتِكِ النّورَ لِلْكَوْنِ عَلِّي
أعودُ كَما كُنْتُ طِفْلًا
لِكَيْ اسْتعيدَ جُنوني
و بعْضَ يَقيني
فَحِينَ تَفيضُ دُموعُكِ
و الْكُحْلُ يَرْسُمُ فوْقَ خدودِكِ
خارطةَ الْوَطَنِ الْمُسْتَباحِ
تَجِفُّ السّواقي
و كُلُّ الْحُقولِ تَصيرُ مَوَاتْ
و تَيْبَسُ كُلُّ الْغُصُونِ
و يَهْجُرُها النحْلُ و الْقبّراتْ.
عمار العربي الزمزمي
الحامة ، تونس .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق