السبت، 9 يناير 2021

الشاعر مصطفى محمد كبار يكتب لنا




 طين  بطين  


مضى الدهرُ و شابَ الشَعر بمرآتي

و إنطفئت شموع  الحياةِ  بوفاتي


و تنحت من عرش القلبِ  راحتي

إختلطت  كل أوراقي  و تصرفاتِ


قد  رماني لطينِ  .  و  سهى  عني 

أتوهُ في ضباب الغيمِ بسر تفاهاتِ


أنا كالغريب  أصارعُ  بجرحي مهد

 الريح  أخوضُ  للنجاةِ  بصراعاتِ


أركضُ مع سفر الرياح بين الليالي

أجول  بالندم  من  كثرة  الخيباتِ


أحمل فوق  ظهري ظلي  المهزوم

و  أجرُ   ورائي  .  بحور  الدمعاتِ


أهرب من ألم  الجروح من  زماني

و لا  أنجو   .  من  غدر   الطعناتِ


سهوتُ على عناوين الدروبِ  وما

سهوتُ يوماً عن  ذل  الإنكساراتِ


تتقاذفني بحدها خناجر  الظالمينَ

تقطعني  النزيفُ بكثرة  الجرُحاتِ 


أصرخ  من  ألمي  .  بصدى  الأيامِ

لا  أحداً  يسمع  .   أنين  صرخاتِ


أسافر  بألمي   بين  غيوم  السماء

أحلقُ  بأحزاني  سحاب  السمواتِ


تضربني الرماح  بجرحها   تغتالني

فيض  البكاءِ  أمدُ  بحزني  لمماتي


ف تمضي السنينُ  بثملِ و سكرتي

و يا لمر  الأيامِ   و جرح  السنواتِ


فلا  ترويني  . كأسُ  الحياة  .  إلا 

 موجعي .  يسقيني  مر  الكاساتِ


تكتبني  الأقدارُ   كدراً   كلما  زرت

الليالي  .  ظلام  الدموعِ   بمعاناتِ


و لا  أدري  ما  هو  السر   المدفون

بمذلتي  و لم  أفهم  لغة   التقلباتِ


أمشي   منذ  صغري   .  في  الدنيا

لا دروب  لي  سوى  درب  الأمواتِ


لا مسندٍ لظهري  سوى حد  السيف

أخوض  رحلتي  .  بفشل  غزواتي


لا باب  لطريق  قافلتي  إلا الرحيلَ

كالريحِ   أمضي   .  بين   المداراتِ


أمضي  بمراكبي  في بحر  دموعي

و قد أتعبتني المسير  في  رحلاتي


رسمتها من ألوان  أحزان  قصائدي

و أفشيتُ بين أحرفها سر حكاياتي


قرأت  للعابرينَ   للذينَ  عني  غدو

أيا جرحاً  لو  غابت  عني بأمنياتي


يطهو  الرعود ملامح  يومي  النوك

تسفرني الآلامُ بتعبي بكل  لحظاتي


لا صحوةٍ  .  لضمير  جرحي  أنالها

و لا من  مهربٍ من جنون حماقاتي


ركضتُ  . مع صهيل الليل  متوهماً

أصونُ  لوعة الأيامِ  ببعد  الساحاتِ


فتاهَ  عني    لون  عناوينَ  الأفراح

و غدا  العقلُ أسيراً  بيد   تخيلاتي


لي تاريخٌ  مع الأحزان و قد  يطول

زمانه .  لي ثوب  القوافي  بكلماتِ


تجري  بغيظها  .  أنهار  دموعي  و

تلهو  بنارها  .   بدعائي  و صلواتي


إذا دام  السيفُ   يطعنُ  بخاصرتي

فسلاماً  لمكارم  الأخلاقِ  و حياتي


كم    من  مدمعاً  .  سهت   بحزنها

بسقوطي  .  بهزيمتي  و  إنهياراتِ


أنا  رثاء الموت  لا  تلبسني الأكفانُ

إنما   تهطلني   السقوط  كالقطراتِ


و لا  تقربني  النجوم   بإحتراقي  و

شتاتي  و لا  درب  لي   في  نجاتي


أسيرُ  بجسدي  على  حد  السيوفِ

أتمزقُ  إرباً . دون  أن  أشعر  بذاتي


جرحي   .  يقاسمني  برحلة  العمرِ

و مازلت  وافقاً حائراً  برماد  رفاتِ


لا أدري ما مغزى الأحقادِ  و لا أدري

بأي أرضاً أدفنُ بها جرحي ومهاناتِ


شريدٌ  عن مذهبي  أتوه  في  النوى

أركضُ  .  فوق  الأشواك  بمغامراتِ


تسابقني  الويل  و  الضجر  بخطاي 

و تكسرني  ألحان  الحزن   بنغماتي


يحملني الغرابُ   في صدى الرحيل

أبحث بدروبي  عن درب إبتساماتي


هي السرابُ  تغتالني  بقيد  أحزاني

كفيف البصرِ  و لا أبصرُ  لون  الآتي


أجلسُ  بحسرتي  عند  جدار الغربة 

أبكي  على  هدر  السنين  بذكرياتي


26/12/2020  .....  حلب  

سوريا

مصطفى محمد كبار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشاعر عبدالحميد الباجلاني يكتب لنا

  بالشعر انصح مؤمنا توابا ان النصيحة تفتح الالبابا قصيدة .. افسح لنفسك وافتح الأبوابا واخفض لجنبك لا تردك طلابا افسح لنفسك  وانزع الاعجابا ف...