مجتمع ظالم ---------------‐-
عاش خلف في بلدة تل الكاصيص بعد ان هاجر مع والده من منطقة دير الزور في خمسينات القرن الماضي
هذا الرجل حصل على شهادة حامعية في بداية الستينات وهو انسان وطني وشجاع شارك بشكل طوعي في جميع الحروب التي خاضها العرب مع العدو الصهيوني من حرب الثمانية والاربعين الى حرب تشرين التحريرية عام ٩٧٣ حيث كان من الضباط المميزين في التصدي للعدو الصهيوني والمحبين للشهادة .
تسلم خلف عدة مواقع حساسة في بلده واخرها كان موقع حساس يخضع لاوامره الحميع دون استثناء فكان مثال المسؤول الذي يقوم بواجبه على اكمل وجهة ويهابه الحميع و ينفذ اوامره دون تذمر او تردد.
وفي احدى الجلسات تحدث لاول مرة عن نفسه قائلا:
وصلتني معلومات ان بعض ضعاف النفوس ينقلون معلومات كيدية عني الى الجهات المعنية العليا و بهذه المناسبة اود ان اؤكد لكم ان صدري واسع يستوعب جميع ارائكم ومقترحاتكم حول المصلحة العامة وخدمة الوطن و اوكد لكم ايضا ان المنصب بالنسبة لي هو مسؤولية وليس امتياز وكل مااتمناه من الله ان يوفقني لخدمة وطني وابناء بلدي في كل ماهو مفيد .و اؤكد لكم ايضا بانني في هذا الوطن العربي الذي مساحته تزيد عن اثنا عشر مليون كيلو متر مربع لا املك بيت بأسمي وان البيت الذي اسكنه الان هو سيكون لمن يأتي بعدي في تسلم هذا الموقع.
لكن الحالة السلبية في حياة خلف والتي لا تخفى عن احد هو هوسه وتعلقه بالنسوان فعنده جرأة وجسارة في التحرش بأي امرأة عندما يختلي بها حتى لو كانت بالسيارة او المكتب . والسبب يعود الى زواجه المبكر من ابنة عمه سراب هذه الزوجة ذات البشرة السمراء والجسم النحيل والقامة القصيرة والشعر الاجعد وفوق كل ذلك اصابتها بخلع ولادي مما يجعلها تعرج في مشيتها.
وفي نفس هذه الفترة الزمنية كان في مدرٌسة خريجة كلية الاداب وافدة من المحافظات الداخلية بحكم طبيعة عمل والدها في قوى الامن الداخلي هذه المدرٌسة تسلمت ادارة ثانوية ام الشهيد في تل المكاصيص انها فتاة حميلة جدا وتحمل كل صفات الانوثة من بشرة شقراء الى عيون ملونة وجسم رشيق لكن اخلاقها عالية وتربيتها الدينية ممتازة وشخصيتها قوية بحيث لا يحرؤ احد على تجاوز حدود الادب معها. تقدم لخطبتها مهندس من ابناء الريف اسمه علاوي وتم الموافقة من قبلها وقبل اهلها لقناعتها به .
لكن ولسوء حظهما وقبل خفلة الزفاف بيومين قتل ابن عم علاوي بطلقة طائشة في عرس اخيه. مما تعذر زفاف كنانة واقامة الحفلة المناسبة بحسب العادات والتقاليد فقررا ان يذهبا الى شهر العسل في دمشق وبعد قضاء عدة ايام في احد الفنادق وقبل السفر بعدة ساعات ذهبا معا الى سوق المرجة لشراء البرازق والبيتفور ونظرا لوجود زحمة في المحل فقد وقفت كنانة خارج المحل على الرصيف تنتظر علاوي. والا بالرفيق يخلف يمر بالصدفة متوجها الى احدى الوزارات ويشاهد كنانة واقفة فسلم عليها ووقف معها ليقدم لها التهاني بمناسبة زواجها ويسليها لحين انتهاء عريسها علاوي من شراء المطلوب. ولسوء حظ كنانة وفي هذه اللحظات كانت احدى لجان المشتريات في تل المكاصيص متوحهة الى نفس الوزارة فشاهدوا خلف واقف مع كنانة يتبادلان الاحاديث فهربوا الى شارع اخر خوفا من خلف وعندما عادوا الى تل المكاصيص نشروا الخبر وتحدثوا عماشاهدوه وكالعادة كل شخص سمع هذا الخبر قبل ان ينقله يبالغ في الحديث فالبعض شاهدهما يخرجان من فندق العشاق والبعض شاهدهما في الربوة والاخر في مطعم بكداش بسوق الحميدية يأكلوا المرطبات
وبذلك تحولت ادارة الثانوية الى مكان لاستقبال الموجهين الاختصاص لاجراء الدروس النموذجية واستقبال موظفين من مديرية الزراعة للاهتمام بالاشجار واستقبال موظفين من مؤسسة الكهرباء لاصلاح التيار الكهربائي والانارة وموظفين من مؤسسة المياه لاصلاح صنابير المياه وتسليك الصرف الصحي وموظفين من البلدية للاشراف على النظافة و.....
اما علاوي فأصبح حبيب الكل وصاحب الحظ السعيد الذي يستطيع ان يدعوا خلف الى بيته مع زوجته كنانة او الى احدى المطاعم الفاخرة وكما يقول المثل الشعبي
" اطلب واتمنى "
ولكن هذه الحالة لم تدم طويلا بعد ان ذهب علاوي الى قريته ليتفاجأ بغضب اهله وعشيرته نتيحة ما سمعوه من اخبار ملفقة عن كنانة وطلبوا منه ان يطلقها فورا بعد اجهاضها كونها حامل حتى لا تجلب العار للعشيرة .
فقام خلف بالاتفاق مع احد الاطباء فاقدي الاخلاق والضمير بأسقاط الجنين بعد اقناعها بأنه مشوه.
لتتفاجأ بعدها بزوجها علاوي يأتي الى الادارة حاملا ورقة الطلاق مع كافة حقوقها ويجلس الى حانبها ويبكي بكاء شديدا ثم يبلغها بكل ماجرى ويقول لها
انا اعرفك حق المعرفة بأنك شريفة بكل ماتعنيه كلمة الشرف لكن كلام الناس لا يرحم .
-----------------انتهت-------------
بقلم : مرشد سعيد الاحمد

عاش خلف في بلدة تل الكاصيص بعد ان هاجر مع والده من منطقة دير الزور في خمسينات القرن الماضي
هذا الرجل حصل على شهادة حامعية في بداية الستينات وهو انسان وطني وشجاع شارك بشكل طوعي في جميع الحروب التي خاضها العرب مع العدو الصهيوني من حرب الثمانية والاربعين الى حرب تشرين التحريرية عام ٩٧٣ حيث كان من الضباط المميزين في التصدي للعدو الصهيوني والمحبين للشهادة .
تسلم خلف عدة مواقع حساسة في بلده واخرها كان موقع حساس يخضع لاوامره الحميع دون استثناء فكان مثال المسؤول الذي يقوم بواجبه على اكمل وجهة ويهابه الحميع و ينفذ اوامره دون تذمر او تردد.
وفي احدى الجلسات تحدث لاول مرة عن نفسه قائلا:
وصلتني معلومات ان بعض ضعاف النفوس ينقلون معلومات كيدية عني الى الجهات المعنية العليا و بهذه المناسبة اود ان اؤكد لكم ان صدري واسع يستوعب جميع ارائكم ومقترحاتكم حول المصلحة العامة وخدمة الوطن و اوكد لكم ايضا ان المنصب بالنسبة لي هو مسؤولية وليس امتياز وكل مااتمناه من الله ان يوفقني لخدمة وطني وابناء بلدي في كل ماهو مفيد .و اؤكد لكم ايضا بانني في هذا الوطن العربي الذي مساحته تزيد عن اثنا عشر مليون كيلو متر مربع لا املك بيت بأسمي وان البيت الذي اسكنه الان هو سيكون لمن يأتي بعدي في تسلم هذا الموقع.
لكن الحالة السلبية في حياة خلف والتي لا تخفى عن احد هو هوسه وتعلقه بالنسوان فعنده جرأة وجسارة في التحرش بأي امرأة عندما يختلي بها حتى لو كانت بالسيارة او المكتب . والسبب يعود الى زواجه المبكر من ابنة عمه سراب هذه الزوجة ذات البشرة السمراء والجسم النحيل والقامة القصيرة والشعر الاجعد وفوق كل ذلك اصابتها بخلع ولادي مما يجعلها تعرج في مشيتها.
وفي نفس هذه الفترة الزمنية كان في مدرٌسة خريجة كلية الاداب وافدة من المحافظات الداخلية بحكم طبيعة عمل والدها في قوى الامن الداخلي هذه المدرٌسة تسلمت ادارة ثانوية ام الشهيد في تل المكاصيص انها فتاة حميلة جدا وتحمل كل صفات الانوثة من بشرة شقراء الى عيون ملونة وجسم رشيق لكن اخلاقها عالية وتربيتها الدينية ممتازة وشخصيتها قوية بحيث لا يحرؤ احد على تجاوز حدود الادب معها. تقدم لخطبتها مهندس من ابناء الريف اسمه علاوي وتم الموافقة من قبلها وقبل اهلها لقناعتها به .
لكن ولسوء حظهما وقبل خفلة الزفاف بيومين قتل ابن عم علاوي بطلقة طائشة في عرس اخيه. مما تعذر زفاف كنانة واقامة الحفلة المناسبة بحسب العادات والتقاليد فقررا ان يذهبا الى شهر العسل في دمشق وبعد قضاء عدة ايام في احد الفنادق وقبل السفر بعدة ساعات ذهبا معا الى سوق المرجة لشراء البرازق والبيتفور ونظرا لوجود زحمة في المحل فقد وقفت كنانة خارج المحل على الرصيف تنتظر علاوي. والا بالرفيق يخلف يمر بالصدفة متوجها الى احدى الوزارات ويشاهد كنانة واقفة فسلم عليها ووقف معها ليقدم لها التهاني بمناسبة زواجها ويسليها لحين انتهاء عريسها علاوي من شراء المطلوب. ولسوء حظ كنانة وفي هذه اللحظات كانت احدى لجان المشتريات في تل المكاصيص متوحهة الى نفس الوزارة فشاهدوا خلف واقف مع كنانة يتبادلان الاحاديث فهربوا الى شارع اخر خوفا من خلف وعندما عادوا الى تل المكاصيص نشروا الخبر وتحدثوا عماشاهدوه وكالعادة كل شخص سمع هذا الخبر قبل ان ينقله يبالغ في الحديث فالبعض شاهدهما يخرجان من فندق العشاق والبعض شاهدهما في الربوة والاخر في مطعم بكداش بسوق الحميدية يأكلوا المرطبات
وبذلك تحولت ادارة الثانوية الى مكان لاستقبال الموجهين الاختصاص لاجراء الدروس النموذجية واستقبال موظفين من مديرية الزراعة للاهتمام بالاشجار واستقبال موظفين من مؤسسة الكهرباء لاصلاح التيار الكهربائي والانارة وموظفين من مؤسسة المياه لاصلاح صنابير المياه وتسليك الصرف الصحي وموظفين من البلدية للاشراف على النظافة و.....
اما علاوي فأصبح حبيب الكل وصاحب الحظ السعيد الذي يستطيع ان يدعوا خلف الى بيته مع زوجته كنانة او الى احدى المطاعم الفاخرة وكما يقول المثل الشعبي
" اطلب واتمنى "
ولكن هذه الحالة لم تدم طويلا بعد ان ذهب علاوي الى قريته ليتفاجأ بغضب اهله وعشيرته نتيحة ما سمعوه من اخبار ملفقة عن كنانة وطلبوا منه ان يطلقها فورا بعد اجهاضها كونها حامل حتى لا تجلب العار للعشيرة .
فقام خلف بالاتفاق مع احد الاطباء فاقدي الاخلاق والضمير بأسقاط الجنين بعد اقناعها بأنه مشوه.
لتتفاجأ بعدها بزوجها علاوي يأتي الى الادارة حاملا ورقة الطلاق مع كافة حقوقها ويجلس الى حانبها ويبكي بكاء شديدا ثم يبلغها بكل ماجرى ويقول لها
انا اعرفك حق المعرفة بأنك شريفة بكل ماتعنيه كلمة الشرف لكن كلام الناس لا يرحم .
-----------------انتهت-------------
بقلم : مرشد سعيد الاحمد

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق