الأحد، 29 مارس 2020

الشاعر الأديب طارق حلمي يكتب لنا… مقطع من رواية فوق افق غائب المحررة هيلين شيشكلي

مقطع من رواية فوق أفق غائب.. فى الطريق الى مدينتى بعد تخطى مدينة دمياط ألمح ثكنات الجيش على جانبى الطريق وشمس الظهيرة مسترسلة فى طريق قديم غير مزدحم تفوح منه رائحة البحر والزبد يناوش الاسفلت والاتوبيس المائل قليلا ذو الجسد المتهالك يسير قدما الى المدينة الخالية ويقترب بصوت محركه الاجش فى حذر عبر تعرجات الطريق الاسفلتى على جانبيه البحيرات الملحية الصغيرة المتبخرة ويقع فى فخ المطبات المنتشرة وكانت تلك أول مرة اذهب فيها لمدينتى بعد رحيلنا عنها أكاد لا أعى شيئا وتوقف الاتوبيس عند حافة المدينة لرؤية تصاريح الدخول لقربها من الجبهة والحدود الفاصلة وولجنا اليها وكانت شمس الظهيرة قد خففت من حرارتها قليلا ورأينا المدينة وهى خاوية على عروشها ومشينا فى الطرقات الخالية الدافئة أتعجل الوصول للمسكن ومن اخرالشارع اجد نقطة سوداء تتجه نحونا وأدقق النظر فاذا هى رجل يسير صامتا واتنبه أننى فى مدينة على حافة الخطر لفظت سكانها جميعا الا من شخصين يسيران فى توجس وأرى المنازل مهدمة الشرفات تبرز منها أسياخ الحديد والطوب الأحمر فأتساءل عن المصير! ونقترب من المسكن فى صمت فالمدينة تجبر الانسان على الصمت وتتكلم الأعين وبالخط الكبير على أحد الأسوار كتبت عبارة جونسون يا جبان يا عدو السلام ولا أدرى من جونسون وقتها ولا من كتب العبارة كأن الارض قد ابتلعته ..نصل وأتأمل المبنى ونرتقى السلم فاذا الأبواب منعدمة أومفتوحة والضوء ينير المكان وأتوقع أن أرى شخصا يأتى من قلب الضوء وفى مسكننا بالدور الرابع أجد النوافذ محطمة وأبواب الحجرات تترنح فنستمر فى اصلاحها ويستغرق ذلك وقتا فألقى بنظرات قلقة من الشرفة وأتعجل أبى وقناة السويس أمامى مغلقة بلا سفن كأنها أصبحت جزءا من لوحة تزين الجدران وكانت شمس العصر ترسل بحرارتها الهينة والاتوبيس يتجه حثيثا نحو الغرب .. طارق حلمى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشاعر عبدالحميد الباجلاني يكتب لنا

  بالشعر انصح مؤمنا توابا ان النصيحة تفتح الالبابا قصيدة .. افسح لنفسك وافتح الأبوابا واخفض لجنبك لا تردك طلابا افسح لنفسك  وانزع الاعجابا ف...