خطواتُكِ على الأرضِ لها رجعُ صدىٰ...
وقدكِ المياس بدا لي شبحا ... متمردا
وشعرك ِ كالصبحِ ودَّ لو غفا بعد...
طول ليلٍ علىٰ جيدُك مُسترسلا متمدداِ
جيدٌ ..نحو السماءِ اشرأبَّ كأنهُ ملاكٌ...
بجناحينِ من شلالًِ شعركِ يَحرسُ الجَسدا
وعيناكِ بالسِّحرِ استأثرتا بلحظٍ قاتلٍ...
ترسلُ السهامَ فتصيبُ من رائيها الكَبِدا
وخداكِ يضمانِ ثغراً مفعماً بالهوىٰ فكم...
من القلوبِ أشقى ! وكَمْ منها أسعَدا
واللؤلؤ المنثورُ في فمكِ الجميلِ بدا...
كسبحةٍ فسبحانَ من خلقَ وسبجان من نضَّدا
أحبكِ حباً فوقَ الحبِّ مكانتهُ فمنه...
استعارِ النورَ كل عاشقٍ وبه استرشَدا
في أمواهِ نظراتكِ أغوصُ مسحوراً أختزل
المسافاتِ فينحسرُ الزمانُ على طول المدىٰ
في أوارِ الحبِّ اللاهبِ يحترقُ خافقي...
يدقُّ أبوابَ صَدري ، يَوَدُّ لو غادرَ الجَسَدا
يا قلبُ لا تَعجلْ فَقد علَلَتْني بالوصلِ...
ولا أخالها يوماً أخلتْ وخالفتْ لي موْعداً
فالوردُ مهما طالَ الزمانُ يعشقُ شوكَهُ...
والعطرُ بعدَ قطفِ الوردِ .. يفوحُ مجَدّدا
فإن كانت هي الوردُ ، وانا شوكُهُ...
فالوردُ يحفظُ الودَّ والشّوكُ ، يحميهِ أبداً
يا قلبُ لا تَعجلْ فمحرابُ الحبِّ قائمٌ...
وأياقينُ العشقِ علىٰ جدرانهِ تنتظرُ الموعِدا
محرابٌ بَنيناهُ بالحبِّ وزيناهُ بكلِّ العشقِ...
الذي نملكهُ فغدا ، لنا موئلا .. ومَعبَدا
وعلى شياطينِ النارِ ترقصُ في مَوقِدِها...
نَترعُ كؤوسُ الهوىٰ ، فمنها الحبُّ .. أوردا
محي الدين الحريري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق