لا أحد ينكر أن للتكنوقراط
والإختصاص العلمي دور كبير في التصدي للمسؤولية وفي الممارسة العملية ، وهذا بلا شك يمنح المسؤول المباشر وبمختلف درجات المسؤولية الإطلاع الواسع والمعرفة التفصيلية والإلمام الكامل بجوانب الإختصاص وكيفية تحريكه باتجاه النمو والتطور . وهذا لايعني أن كل تكنوقراط يمتلك فن القيادة وأسلوب الإدارة وتوجيهها . ناهيك عن امتلاكه للشجاعة والإقدام والنزاهة ، ولذلك تجد أن الكثير من المسؤولين فشلوا فشلا"ذريعا"من حيث عدم قدرتهم على القيادة لعدم معرفتهم فنونها . والمسؤولية أستطيع أن أشبهها بالفرس الأصيل الذي لايستطيع أي كان أن يعتلي صهوتها إلا إذا كان متمرس على ركوبها ويستطيع مسك لجامها وتحريكها بالإتجاه الذي يريد ، وبعكسه فأن الفرس نفسها تنفر منه وترفضه أن يكون فارسا"لها . أن القيادة تحتاج إلى جرأة وإقدام وقوة تحمل وقرار حازم وعدم تردد . وعلى مستوى القيادات العليا فنحن بحاجة إلى شخصية قيادية ثورية تستطيع بحنكتها وتمكنها وقدرتها على أن تحقق مايصبوا إليه أبناء الشعب . فهناك الكثير من الشخصيات القيادية الثورية في العالم استطاعت وبكل قوة أن تغير الحال المتردي والمرتبك في بلدانها إلى حال بمستوى عال من التغيير والتحسن والإنتقال به إلى مستويات متقدمة وفي مختلف المجالات ، وكذلك على مستوى محاربة الظلم ونصرة المظلومين والتفكير بالعمل الإنساني الخالص من أجل رفع الحيف عن كل من يعاني من الظلم وتسلط الظالمين على رقاب الناس بعيدا عن اتخاذه السلطة فرصة للإستحواذ على المال العام وحصوله على الأمتيازات والألقاب وما إلى ذلك . ونأخذ مثال شخصية الثائر جيفارا وهو الإنسان الطبيب الذي يحمل روح إنسانية ترفض كل أشكال الظلم والفساد والإهانة للإنسان . شارك مع ثوار كوبا وتحقق على أيديهم النصر الكبير وبعد أن استقرت الأمور لهم هو ورفاقه في كوبا رفض كل الإمتيازات والرتب والأموال والسلطة وقرر أن يستمر في نضاله من أجل إنقاذ المظلومين في أماكن أخرى . رافضا" لكل أشكال القهر والعبودية والحرمان . نحن الأن بحاجة حقا"لجيفارا الثائر الذي يمتلك الصفات الوطنية الخالصة والثورية الحقيقية والعقلية السياسية المتقدة والإمكانية القيادية الفذة
التي لاتتأثر بالاجندات الخارجية ليتمكن أن يكون الحاكم والقائد ذو البأس الشديد ضد كل أشكال الباطل والإنحراف والتلاعب بمقدرات الناس ولسنا بحاجة إلى جيفارا الطبيب .
...بقلم / هلال الحاج عبد...العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق