وحدي انا
هذا أنا طفلٌ أعيش بمفردي
وحدي أعاني الفقد والحرمانِ
أخفيت وجهي عن جميع الناس كي
لايسخروا من وحدتي وهواني
قلبي صغير ولن يطيق شماتهم
وأنا بلا أهلٍ ولا خلانِ
ماتوا جميعا في الصراعات التي
لم تنتهي في عالم النسيانِ
لوكان أهلي عايشين كما أشا
ماكان حالي هكذا حيرانِ
ولما جفاني الناس والكون الذي
خابت ظنوني فيهِ من إيماني
فعرفت أن الله يسمع شكوتي
ويرى مكاني دون أن يلقاني
وبأنني يوماً ساحيي أمتي
وأصونها بمحبتي وحناني
ولو إنني المحروم من طيبٍ ومن
كل الحياة وزهوها الرباني
ولو إنني أحلم بعيش رفاهتٍ
كبقية الأطفال والصبيانِ
أحلم بثوب ومدرسة وحديقةٍ
أحلم بأم حنونةٍ ترعاني
أحلم بأب كريم يحميني إذا
جار الزمان ولم أجد إخواني
أنا مغرمٌ بالحب في أحضانها
أمي وأين الأم كي تلقاني؟
لا صدر يحملني على أكتافهِ
كلا ولا قلباً أجد يهواني
أنا وحدي المظلوم بين الناس لا
أهلي ولاداري ولا جيراني
الناس تخشاني وتنبذني إذا
قربت نحو مجالس الغلمانِ
وكأنني من عالمٍ آخر بلا
إحساس أوجسداً بلا وجدانِ
أنا منّكم لولا الحروب وقسوها
ماكان حالي ساكن الأحزانِ
أنا باحثٌ عن موطني في عالمي
وطن السلام لأنهُ ميداني
فبهِ سالقى للأمان وأنتسي
كل الأسى وأعيش طفلاً ثاني
قولوا معي يحيا السلام بموطني
وبكل أوطاني وكل كياني
كي أنتعش من وحدتي ومتاهتي
فترون قلبي حاضناً أوطاني
من عبرات شاعرة الوطن
في احداث حرب اليمن
آمنة ناجي الموشكي
30. 8. 2020م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق