الأربعاء، 28 أكتوبر 2020

مقال رائع للباحثة طيف عبدالله منصور

 


الإبتزاز العاطفي. 

إنقلاب المفاهيم كل الأمراض جائزة التوالد و كل ضائقة فكرية تتبعها جائحة أخلاقية و لا من يطبق حجراً للمصابين أو يقي المخالطين ولا حتى يهتم بالمتشافين لذلك نكون كمن يعيد تدوير الحديث بكل مرة و بهيئة جديدة علها تعجب المتغافلين فينتبهوا أن السوس يآكل تفاصيل بيوتهم على البارد كما يآكل اسنانهم دون انتباه وحين يفتتها وترى شدة الأوجاع و حجم القطع تتذكر أنها نخرت حتى تمكنت من العصب .

الإبتزاز العاطفي الذي يمارسه بعض ضعاف النفوس على انقياءها ظاهرة تستحق منا الإنتباه ، فالمذنب ينظر لنفسه ضحية والضحية تمد رقبتها لسكين الإبتزاز دون إدراك .

نحن مجتمع تركيبته الأم متجذرة في البداوة الأصيلة و بالتالي مهما تعاظمت ميكنة التقنية و ادوات العولمة سنبقى نتعامل معها بذات التركيبة ، عاطفة جياشة و تعاطف يكاد يكون مبالغ فيه وبالتالي و ببساطة مطلقة نكون كالنعاج التي تساق إلى مذابحها دون أن تدري ! 

المبتز شخص يعاني خلل نفسي و لديه اسبابه التى يراها جائزة لفعلته و الذي يقع عليه الإبتزاز يظن نفسه يقوم بواجبه الإنساني تجاه من يراه مشتت الفكر و فقير الظروف فيكون كالرافعة التي تُهيأ نفسها رغم نحولها لترفع حاوية مزدحمة بالعقد ، وكلما ساهمت برفعها درجة اثقلت نفسها مرات حتى لا يغلق باب الربيع ولا يسد ثقب الماء ، وتبقى سلسلة الإنسانية تعمل حيث يوجهها ذاك المبتز أياً كان ، ابتزاز جنس لجنس أو ابتزاز كبير لصغير أو سفيه لعاقل أو غني لفقير و جاهل لمتعلم وحتى جاهل لمثقف ، فالإبتزاز متلون الأدوات تماماً كهذه الحرب الرعناء التي تتلون و تتبدل كيفما يريد صناعها وبالتالي المذنب واحد والضحية واحدة و السبل عدة وأي سبيل يوصله لمبتغاه لا غبار عليه .

تعاني جماهير النساء حالة هلع و رهبة ممن يبتزونهن بلا تواقيت خاصة جمع المؤنث المكسور الذي يدمن شاشات الهواتف و اجهزة الإنترنت ليدلقن فوضى الظروف على موائد الصيادين الذين بدورهم يمارسون دور الناصح و الموجه و المحتوي و المنقذ لهن حتى حين تلتهم فريستهم طعمها يسحبون الحبل بقوة ويصوبون سهامهم نحوها ليصيبوا المقتل منها ، الخوف و الحيرة والقلق والكثير من الوجل الذي لربما دفعها لتنهي انفاسها بلا تفكير أو حتى يدخلها بدوامة نفسية لا نهاية لها ، او ربما تنجرف خلف متاهات الإبتزاز بلا نهاية كماراثون لا تعرف مسافته فيركض المتسابقين فيه لحتفهم لا لكؤوس فوزهم .

نحن سيداتي وسادتي نتجاهل وحل الإنحطاط الإجتماعي الذي أوصلتنا له الحرب و نتقلب فيه لننقع ذواتنا حتى منبت افكارنا و نصبح دون سابق إنذار كولومبيا الممنوع لأجل الحياة ، وحين تصبح الحياة بلا طهارة قلوب تصبح كالمستنقع يعج بكل شيء .

إن من تسول لهم أنفسهم ابتزاز الآخرين بأي حال من الأحوال هم أولئك المرضى الذين يؤخرون نضج المجتمع و يعيدونه للوراء لا يختلف تأثير دمارهم عما تدمره الحرب ولربما أشد و أسوء ، هم ينفثون سمهم بجسد النسيج الاجتماعي ليتجلط ترابطه و تشل تفاصيله ويبقى نسيجاً مهترىء الخيوط ونحن نعلم أنه حيثما وجدت حضارة تتهاوى فأعلم أن أخلاق اهلها ضاعت ، و لهذا كل ظاهرة إنسانية اجتماعية تبحث عن حل خاصة وأن الفوضى سوق العاجزين و الجهال و شعارات الإنسانية الممرضة العواطف حلت بكل مكان واحتلفت مفاهيم كل شيء ...فلا المساعدة حافظت على هيئتها ولا الإصلاح ، كل شيء اختلط ببعضه البعض كما يختلط الخطأ بالصواب رغماً عنه ، و الضحايا اطفال و مراهقين و نسوة وحتى رجال قادهم فراغهم الفكري و النفسي والعاطفي لخوض الكثير دون انتباه ....

من لا يقف في مواجهة الآوبئة الإجتماعية سيكون مصاب بها وربما بعض الفيروسات لا تختفي من شريطك الإجتماعي الإ حين تكسر ملامحه و يكون مشوه ف...ننتبه لهذا الوباء ...الإبتزاز العاطفي .

للحديث بقية 

# الباحثة طيف عبدالله منصور.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشاعر عبدالحميد الباجلاني يكتب لنا

  بالشعر انصح مؤمنا توابا ان النصيحة تفتح الالبابا قصيدة .. افسح لنفسك وافتح الأبوابا واخفض لجنبك لا تردك طلابا افسح لنفسك  وانزع الاعجابا ف...