الإبتزاز العاطفي.
إنقلاب المفاهيم كل الأمراض جائزة التوالد و كل ضائقة فكرية تتبعها جائحة أخلاقية و لا من يطبق حجراً للمصابين أو يقي المخالطين ولا حتى يهتم بالمتشافين لذلك نكون كمن يعيد تدوير الحديث بكل مرة و بهيئة جديدة علها تعجب المتغافلين فينتبهوا أن السوس يآكل تفاصيل بيوتهم على البارد كما يآكل اسنانهم دون انتباه وحين يفتتها وترى شدة الأوجاع و حجم القطع تتذكر أنها نخرت حتى تمكنت من العصب .
الإبتزاز العاطفي الذي يمارسه بعض ضعاف النفوس على انقياءها ظاهرة تستحق منا الإنتباه ، فالمذنب ينظر لنفسه ضحية والضحية تمد رقبتها لسكين الإبتزاز دون إدراك .
نحن مجتمع تركيبته الأم متجذرة في البداوة الأصيلة و بالتالي مهما تعاظمت ميكنة التقنية و ادوات العولمة سنبقى نتعامل معها بذات التركيبة ، عاطفة جياشة و تعاطف يكاد يكون مبالغ فيه وبالتالي و ببساطة مطلقة نكون كالنعاج التي تساق إلى مذابحها دون أن تدري !
المبتز شخص يعاني خلل نفسي و لديه اسبابه التى يراها جائزة لفعلته و الذي يقع عليه الإبتزاز يظن نفسه يقوم بواجبه الإنساني تجاه من يراه مشتت الفكر و فقير الظروف فيكون كالرافعة التي تُهيأ نفسها رغم نحولها لترفع حاوية مزدحمة بالعقد ، وكلما ساهمت برفعها درجة اثقلت نفسها مرات حتى لا يغلق باب الربيع ولا يسد ثقب الماء ، وتبقى سلسلة الإنسانية تعمل حيث يوجهها ذاك المبتز أياً كان ، ابتزاز جنس لجنس أو ابتزاز كبير لصغير أو سفيه لعاقل أو غني لفقير و جاهل لمتعلم وحتى جاهل لمثقف ، فالإبتزاز متلون الأدوات تماماً كهذه الحرب الرعناء التي تتلون و تتبدل كيفما يريد صناعها وبالتالي المذنب واحد والضحية واحدة و السبل عدة وأي سبيل يوصله لمبتغاه لا غبار عليه .
تعاني جماهير النساء حالة هلع و رهبة ممن يبتزونهن بلا تواقيت خاصة جمع المؤنث المكسور الذي يدمن شاشات الهواتف و اجهزة الإنترنت ليدلقن فوضى الظروف على موائد الصيادين الذين بدورهم يمارسون دور الناصح و الموجه و المحتوي و المنقذ لهن حتى حين تلتهم فريستهم طعمها يسحبون الحبل بقوة ويصوبون سهامهم نحوها ليصيبوا المقتل منها ، الخوف و الحيرة والقلق والكثير من الوجل الذي لربما دفعها لتنهي انفاسها بلا تفكير أو حتى يدخلها بدوامة نفسية لا نهاية لها ، او ربما تنجرف خلف متاهات الإبتزاز بلا نهاية كماراثون لا تعرف مسافته فيركض المتسابقين فيه لحتفهم لا لكؤوس فوزهم .
نحن سيداتي وسادتي نتجاهل وحل الإنحطاط الإجتماعي الذي أوصلتنا له الحرب و نتقلب فيه لننقع ذواتنا حتى منبت افكارنا و نصبح دون سابق إنذار كولومبيا الممنوع لأجل الحياة ، وحين تصبح الحياة بلا طهارة قلوب تصبح كالمستنقع يعج بكل شيء .
إن من تسول لهم أنفسهم ابتزاز الآخرين بأي حال من الأحوال هم أولئك المرضى الذين يؤخرون نضج المجتمع و يعيدونه للوراء لا يختلف تأثير دمارهم عما تدمره الحرب ولربما أشد و أسوء ، هم ينفثون سمهم بجسد النسيج الاجتماعي ليتجلط ترابطه و تشل تفاصيله ويبقى نسيجاً مهترىء الخيوط ونحن نعلم أنه حيثما وجدت حضارة تتهاوى فأعلم أن أخلاق اهلها ضاعت ، و لهذا كل ظاهرة إنسانية اجتماعية تبحث عن حل خاصة وأن الفوضى سوق العاجزين و الجهال و شعارات الإنسانية الممرضة العواطف حلت بكل مكان واحتلفت مفاهيم كل شيء ...فلا المساعدة حافظت على هيئتها ولا الإصلاح ، كل شيء اختلط ببعضه البعض كما يختلط الخطأ بالصواب رغماً عنه ، و الضحايا اطفال و مراهقين و نسوة وحتى رجال قادهم فراغهم الفكري و النفسي والعاطفي لخوض الكثير دون انتباه ....
من لا يقف في مواجهة الآوبئة الإجتماعية سيكون مصاب بها وربما بعض الفيروسات لا تختفي من شريطك الإجتماعي الإ حين تكسر ملامحه و يكون مشوه ف...ننتبه لهذا الوباء ...الإبتزاز العاطفي .
للحديث بقية
# الباحثة طيف عبدالله منصور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق