ذات نزيف للأوجاع كانت هناك زوجة هاربة من ذل التسول والحرمان بعد أن شحب وجه؛ واقتربت أنفاسه الأخيرة تودع عيناها بلحظة آسى تكتب معزوفة الألم الآتي عبر غمضة عين ترى فيها مشاهد جسدت يداها؛ وهي تطرق أبواب ساكني الديار لسد جوعة فلذات أكبادها؛ وترى وحوش كاسره تريد نهش جسدها مقابل إطعام أطفالها فتجري مسرعة تريد الإحتماء من نظرات تشوبها خصال البغاه مستعمري الأرض والعرض فتستيقظ فجأة؛ وجسدها يرتجف من هول ما رأت فتعاود النظر إلى وجه رفيقها في تلك الديار؛ ويصيح في صدرها سؤال يلح في طلبه عن أفئدة تشعر بحالها فيأتون تباعا لمسح دموع عينها؛ وجلب زادا يسد رمق أبنائها بعزة تسكن روحها رافعة رأسها محدثة زوجها ممسكة بيده لآخر مرة قبل الوداع فلتنم قار العين مطمئنا لحالنا؛ فما فعلت حين كان جسدك مستويا خاليا من الأسقام يمضي قدما يجمع لنا الطعام والدواء؛ وكل ما نطلبه من حاجات؛ وسعيك الطويل في بذل ما تملك لمن جاورنا ومن خالطته عبر الأعوام فلقد جاء وقت الحصاد بتوافدهم يتفقدونك وأهلك جالبين معهم ما نريد طالبين منا فتح الديار لهم عند المجيء طامعين في إدامة العهد بيننا وبينهم برعاية من نعول دون طرق أبواب الغير على مدى الدهر.
#ذات_نزيف
خالد نادى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق