الأربعاء، 28 أكتوبر 2020

من روائع الشاعر أحمد جيجـان

أحـلامٌ  مُهاجـرة
----------

هـا أَنـا ذا
على شطِّ بحرِ الهـوى 
أُداري
شَـهوةَ الرحيل وَحيـداً
و أُنـادي
يا طُيـورَ البحـر هاتي
للَّـذي يَـحْـلُمُ بـِالسَّفرِ  عـَلامَـة ..

جَسـَدي صـارَ حـَريقـاً
يَتَشَـهّى مطرَ  الـغُربَة
و رأسـي صارَ غابَـة
ضَـجَّ في فَسـْحَتِهِ اليـأسُ فَغَنّـى
للمـدى القـادِمِ
مِنْ صُـوْرِ القـِيامة ..

هٰـذي الشواطئُ 
اِستَنفَـرتْ عُـرْيـَها
و اسْـتَشاطَتْ
عِنـدَما انْشـَقَّ القمر
بينَ مَـدٍ و جَـزر
و مَـضى رأسـي إلى مَسـقَطِهِ
و اسْـتَعارَ الّلـيلُ
أَهـدابَ الخَــطَر

هٰـكذا الحـالِمُ بالسَّفر
يَسـتَدعي اشـْتِعالَ الثــلجِ
و الـرّيحِ
و غاباتِ المــطر ..

هٰـكذا
بِـاسْـمِ الـذي جَمَـعَ بينَ الإلٰـه
و بينَ الخطيئة و الشّـهوةِ
أَحـلُم
بِـاسْـمِ مَـنْ وَقَّـعَ اِسْـمَهُ
فَـوقَ أشـرعةِ الألـَم
أنْ يجـوعَ الكـَونُ
أو يَـغرَقَ في البحـرِ النَّـدَم ..

عِنْـدَما يَقتَـلِعُ المـوتُ
جُـذورَ الأمـْكِنة
و يُصَـلّي لِرُكـامِ الـذّاكـرة
تَسْـتَقيلُ الأزمِنَـة
يَحْـفِرُ التّـاريخُ رأسَـهُ
ثـمّ يَغـدو سفينةً مهاجرة ..

هٰـكذا
أَحـلُمُ بِالهَـربِ نحو الآخِــرَة
أَجْمَـعُ الضَّـوءَ إلى الضَّـوءِ
أُضـيءُ العُمْـقَ
و الخَـصْرَ
و رأسَ الـسارية ..
أُوقِـظُ الشَّـهوةَ في البَـحرِ
أُغَـطّي الأَرضَ بالحُـبِّ
و مِلْـحَ المَغفِـرَة ..

أَمْـنَحُ الـبحـرَ عيـوناً
و مَـراكبَ واسِـعة

هٰـكذا الحُـلْمُ يَـبدو
حـينَ وَجـهُ الشّـمسِ يـَطغى
على الجِـهات الأَربَـــعة ...
___________
أحمد جيجـان
دمشق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشاعر عبدالحميد الباجلاني يكتب لنا

  بالشعر انصح مؤمنا توابا ان النصيحة تفتح الالبابا قصيدة .. افسح لنفسك وافتح الأبوابا واخفض لجنبك لا تردك طلابا افسح لنفسك  وانزع الاعجابا ف...